لماذا تتحرك نباتات دوار الشمس باتجاه الشمس؟

لماذا تتحرك نباتات دوار الشمس باتجاه الشمس؟

لقرون خلت لاحظ الناس أن نبات دوار الشمس تتبع الشمس في رحلتها اليومية من الشروق وحتى الغروب. لكن حديثاً استطاع العلماء سبر أغوار تلك الحركة وتفسيرها بدقة.

تبين للعلماء أن نبات دوار الشمس تتبع منظومة ايقاع داخلي، او ببساطة ما يشبه الساعة البيولوجة لدينا، وهذا التغيير في المكان لم يساهم فقط في زيادة حجم أوراق نبات الدوار بل وجعلها ذات جاذبية أكبر بالنسبة للنحلات.

قام العلماء بتجربة معقدة باستخدام ضوء الشمس مرة، وضوء صناعي مرة أخرى لدراسة حركة نبات دوار الشمس منذ لحظة الشروق وحتى الغروب.

استطاع نبات دوار الشمس ان يتابع حركة مصدر الضوء في دورة مدتها 24 ساعة، لكنه لم يستطع التعامل معها عندما امتدت إلى 30 ساعة. وهذا يدل على أن هناك شيئاً داخل النبات يرتبط بحركة الشمس اليومية ودورة الأربع والعشرين ساعة.

لكن، ما الذي يتسبب في هذه الحركة في المقام الأول؟

بتبسيط شديد : وجد العلماء أن هناك جينات محددة في ساق النبات يتم تحفيزها وبمستويات مرتفعة على الجهة الشرقية من الساق ( المواجهة للشمس عندما تشرق ) في الصباح، بينما

ينعكس الأمر عند الظهر ويتم التحفيز على الجهة الغربية من الساق.

تحفيز هذه الجينات يتسبب وبطريقة غير مباشرة في أن ينمو ساق النبات بمعدل مختلف؛ أي انه وعند الشروق تنمو الجهة الشرقية من الساق أكثر من الجهة الأخرى مما يتسبب في أرجحة وتحريك رأس النبات.

ويوضح العلماء أن هذا النمو هو نوع فريد ومختلف عن النمو الاعتيادي للنبات، وهو يحدث يومياً في دورة الاربع والعشرين ساعة.

هذه الحركة المميزة تنعكس ايجابياً على النبات، فعلى سبيل المثال فإن اوراق نبات دوار الشمس البعيدة عن مصدر الضوء كانت اصغر بـعشرة في المئة من الاوراق المقابلة للشمس، بالاضافة إلى انها استقبلت 5 نحلات زيادة عن الوضع المعتاد.