ما صحة عبارة " هدوء ما قبل العاصفة "؟
ما العلم المخبأ في عبارة " هدوء ما قبل العاصفة "؟
هل سمعت يوماً احدهم يتحدث فيذكر الجملة الشهيرة " هدوء ما قبل العاصفة "؟. إذا قُّدّر لك ان تشاهد عاصفة ما، فإنك ستعرف ان لا شيء هادئ يتعلق بالعواصف على اشكالها!. اذن، ما الذي يتحدث عنه الناس بالضبط؟!.
الهدوء - أو ما يُطلق عليه احياناً الركود المؤقت Lull - قبل العاصفة هو مصطلح يُعنى به فترة السكينة التي تسبق الجنون الذي يصاحب العاصفة بقليل.
بدأ هذا التعبير مع البحارة الذين كانوا يعنون به ظاهرة جوية عاينوها في البحر قبل العواصف، حيث كان الجو يهدأ ويسكن الهواء ويركد قبل العاصفة بقليل.
وكثير منا عايش لحظات مثل هذه؛ يلعب طفلك في حديقة المنزل الخلفية، وفجأة تشعر وكأن الصمت قد لف العالم من حولك؛ الهواء ساكن وراكد، وحتى الطيور توقفت عن التغريد واختفت الحيوانات عن المشهد.
لكننا لو عدنا بالزمن قليلاً إلى الوراء قبل تلك اللحظة للاحظنا بعض التغيرات : الغيوم بدأت بالتكوّن، الرياح زادت شدتها. ولا تكاد تدخل منزلك الا وقطرات المطر قد غمرتك. وهنا يبرز السؤال الذي بدأنا به: لماذا هذا الهدوء قبل العاصفة ؟
لحسن حظنا فإن العلم قد فسر لنا سبب هذا الهدوء المفاجئ والمؤقت قبل العاصفة، وهو تفسير بسيط وجميل في نفس الوقت :
وقود هذه العواصف ومثيلاتها هو الهواء الرطب الدافئ، وعندما تقترب العاصفة فإنها ( تسحب ) الهواء الدافئ والرطوبة من الجو المحيط. عندما يُسحب الهواء فإنه يترك مكانه منطقة منخفضة الضغط الجوي. هذا الهواء الرطب والدافئ يرتفع إلى الاعلى، فيبرد ويتكاثف ويساهم في تكوين غيوم العاصفة القادمة.
وعلى أية حال، فإن التيارات الهوائية الصاعدة تدفع الهواء بعيداً عن غيوم العاصفة فيندفع عائداً إلى منطقة الضغط الجوي المنخفض، أي الى المكان الذي صعد منه في البداية.
يكون هذا الهواء النازل ثانيةً أكثر جفافاً ودفئاً، وعند عودته إلى الارض يكون مستقراً، وراكداً.هذا الهواء الساكن يغطي المنطقة مشيعاً جواً من الهدوء والاستقرار والسكينة قبل ان تضرب العاصفة بقليل.
وهذا هو ( هدوء ما قبل العاصفة ) !.
لكن، لا تسير الامور عادة بنفس الطريقة؛ فهناك انواع كثيرة من العواصف تختلف آلية تكونها وكيفية حدوثها. قد لا يسبق كل العواصف فترات سكون، بل يعبّر بعضها عن قدومه برياح عنيفة، او رعود غاضبة.
ليست هناك تعليقات: