هل عباءة الإخفاء..حقيقة؟

ما العلم المخبئ وراء أجهزة الإخفاء؟

لسنوات طوال، ظل الجدل قائماً حول ما إذا كانت عباءة الاخفاء، أو جهاز الاخفاء الذي ظهر في سلسلة حلقات المسلسل العلمي الشهير ( ستار ترك Star Trek ) ممكنة علمياً أم لا؛ حيث كان جهاز الاخفاء يخفي سفينة فضاء كاملة عن الانظار، او حتى عباءة هاري بوتر التي تُظهره وكأنه غير موجود.

اعتقد العلماء أن بامكانهم صنع مواد لها معامل انكسار سالب ( على الرغم من الاعتقاد بأن هذا مخالف لقوانين الفيزياء المعروفة)، وهذا ما قام به علماء من جامعة دوك حيث صنعوا ما يسمى بـ ( ما وراء المادة MetaMaterials ) او ما يترجمه بعض المعرّبين بلفظة (المواد الخارقة)، وهي مواد لها القدرة على (ثني الضوء) حولها ثم يجتمع وراءها وكأنها غير موجودة بالفعل، وهذا ما تم فقط على أشعة الميكروويف (ذات الطول الموجي الكبير).

لكن، ما هي المواد الخارقة (ما وراء المادة MetaMaterial )؟

   " المواد الخارقة هي مواد ذكية مصنّعة - غير موجودة في الطبيعة - يظهر تميزها في هندسة بنيتها التركيبية وليس في خواصها الكيميائية. يتم تصنيعها من تركيب مجموعة من المواد المعدنية او البلاستيكية؛ وعادة ما تترتب بحيث تتخذ نمطاً مكرراً، وبحجم اقل من الطول الموجي الذي صممت للتعامل معه. واعتماداً على شكلها الهندسي، وترتيبها، وحجمها، وطريقة دورانها فإن لها خاصية التعامل مع الأشعة الكهرومغناطيسية بصدها، او امتصاصها او ثنيها لنحصل على خواص ومميزات غير ممكنة في المواد الطبيعية".

ببساطة يوضع الجسم المراد اخفاؤه داخل ما يشبه الاسطوانة محاطة بالمواد الخارقة حيث تصنع بمقاييس صغيرة تتناسب والضوء المراد التعامل معه. فعلى سبيل المثال كانت دارات النحاس التي استخدمها فريق جامعة دوك ذات قطر 3ملم بينما الطول الموجي لأشعة الميكروويف هو 4سم (أي أن المسافة بين قمم الموجات اكبر من حجم الدارة فلا تستطيع "رؤيتها").

تعمل المواد المنفذة للضوء - الموجودة في الطبيعة - على كسر الضوء (إلى الأمام) حيث تتعامل هذه المواد جميعها مع الجزء الكهربائي من الضوء المرئي.

يتكون الضوء المرئي من مجال كهربائي متعامد على مجال مغناطيسي، وكل المواد في الطبيعة تتعامل مع الجزء الكهربائي فقط من الضوء. لكن ما يميز (ما وراء المواد) بأن لها القدرة على التعامل مع المجال المغناطيسي للضوء المرئي، وهذا يمنحها ميزات لا تملكها المواد العادية؛ مثل معامل انكسارها السالب الذي يجعلها تبدو وكأنها تكسر الضوء (إلى الداخل) وليس (إلى الامام).

لكن، ما يخفى على كثير من الناس - وهو عكس ما يظهر في المسلسلات والافلام - أن من يكون داخل منطقة الاخفاء لن يكون قادراً على رؤية أي شيء في الخارج لأن الضوء المرئي ينثني حوله. سيكون لا مرئياً لكنه، سيكون أعمىً كذلك!.