لمــــــاذا نتثــــــاءب ؟
لمــــــاذا نتثــــــاءب ؟
تتثاءب الكثير من الحيوانات؛ الافاعي والأسماك، القطط والكلاب، وحتى الاجنة في بطون امهاتهن تمارس ذات الفعل : التثاؤب. لكن لماذا نتثاءب؟ لماذا نشعر بأن التثاؤب معدي؟؛ أنت ترى احدهم يتثاءب فإذا بك تتثاءب معه لاشعورياً.
لو شئنا الدقة فلا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء التثاؤب. لكن هناك العديد والعديد من الفرضيات التي تحاول تفسير سبب التثاؤب.
احدى التفسيرات الشائعة - والخاطئة للأسف - هي أننا عندما نشعر بالتعب فإننا لا نتنفس بذات العمق الذي نتنفسه في الوضع العادي، وهذا يقلل كمية الاوكسجين في الدم. هذا يعني أن التئاؤب هو عملية لا ارادية. لكن الدراسات اثبتت أن تنفس المزيد من الاكسجين او حتى من ثاني اكسيد الكربون لا يؤثر في معدل التثاؤب سلباً أو ايجاباً.
اخدى النظريات الأخرى تفترض ان التثاؤب يمدّد الرئة وانسجتها. وهذا يزيد معدل نبض القلب مما يُشعر الشخص أنه مستيقظ وغير متعب، وهذا لم يثبت أيضاً.
احدى الفرضيات تعتبر أن التثاؤب هو رد فعل حامي للرئة يهدف إلى اعادة توزيع مواد شبه دهنية تسمى
Surfactant، وهي مواد تحافظ على دهنية الرئة من الداخل مما يحميها من الانكماش. واستناداً إلى هذه النظرية فإننا اذا لم نتثاءب فإن التنفس سيصبح اصعب واصعب.
انكماش الرئة بسبب قلة المواد الدهنية الملينة |
احدى الفرضيات التي نُشرت عام 2007 تتبنى ما يسى بآلية تبريد الدماغ Brain Conditioner . تقول الفرضية أن الدماغ يستهلك ما نسبته 40% من ناتج الطاقة الكلي الذي نحصل عليه من عمليات الأيض. عندما يتثاءب الشخص فإنه يمد فكه ويفتح فمه ليأخذ شهيقاً عميقاً مما يزيد كمية الاكسجين في الممرات الانفية. يغطي المخاط الذي يغلف هذه الممرات أطنان من الشعيرات الدموية الرقيقة والتي يصل معظمها إلى الجبهة. اختلاف درجة حرارة الدم الطفيف هذا بسبب دخول المزيد من الاوكسجين يبرّد الدماغ قليلاً.
لكن، لماذا نتثاءب عندما يتثاءب احدهم امامنا؟
يفسر علماء النفس هذا بأنه من صميم عمل الدماغ. انت تدخل على مجموعة فتراهم يضحكون بشدة فتجد نفسك تبتسم وتضحك رغم أنك لا تعرف شيئاً عما يضحكهم. وكذلك الشعور بالرعب، عندما ترى وجوه جماعتك ممتقعة وخائفة فإنك ترتعب دون تفكير. هذا ينطبق على التثاؤب : يتصرف الدماغ وفق ميكانزمات ( التعاطف مع الاخر ) ويقلد ذات التصرف.
ليست هناك تعليقات: