هل تدفن النعامة رأسها حقاً في الرمال؟
هل تدفن النعامة رأسها حقاً في الرمال؟
بالتأكيد سمعت أحدهم يوماً يقول لآخر " لا تدفن رأسك في الرمال مثل النعامة! ". هذا لا يعني أن احدهم قد دفن رأسه في الرمال حرفياً، لكنها كناية عن تجاهل الحقائق، أو المشاكل، والهروب منها وعدم مواجهتها وكأن التعامل معها وكأنها غير موجودة يجعلها حقاً، غير موجودة.
ساد اعتقاد بين الناس - ونتيجة للملاحظة البصرية - بأن النعامات تدفن رأسها في الرمال لتتجنب المفترسات. ومنشأ هذا الاعتقاد بأن النعامات ( غبية ) - نتيجةً لحجم رأسها الصغير مقارنة بجسدها الضخم - لدرجة انها تظن أن دفن رأسها في الرمال سيجعلها غير مرئية للمفترسات، وبعبارة أخرى اذا كانت لا تستطيع رؤية المفترس فإن المفترس لا يراها.
سيخبرنا خبراء الحيوانات بأن كل هذه المعتقدات حول سلوك النعامة هي اسطورة، ولا علاقة لها بالحقيقة البتة.في المقام الأول، إذا دفنت النعامة رأسها في الرمال فستختنق Asphyxiation نتيحة لقلة الاوكسجين، ولكن بملاحظتنا سلوك النعامة يمكننا وبسهولة أن نعرف كيف بدأت هذه الاسطورة عنها.
النعامات هي أكبر وأثقل الطيور على ظهر هذا الكوكب. يترواح طولها ما بين 7 - 9 أقدام ووزنها قد يصل إلى 159 كجم.وعلى الرغم من هذا وذاك فإن لها رأساً صغيراً بحق.
عندما يبدأ النعام في بناء اعشاشه فإنه يحفر حفراً ضحلة في الرمال ويضع فيها البيض. وخلال اليوم تقوم بتقليب البيض باستخدام منقارها مرات عدة. ولمراقب من مسافة بعيدة فلن يرى سوى ان النعامة قد دفنت رأسها بين الرمال.
وهناك سلوكان آخران ربما ساهما في تعزيز الاسطورة. فعلى سبيل المثال عندما ترعى النعامات العشب فإنه من السهولة بمكان لملاحظ من مسافة بعيدة أن يرى الرأس مخفياً - نتيجة لصغر حجمه - بين الرمال. وبالمثل، فإن النعام عندما يحاول ان يختفي عن مفترس فإنه يمدد جسده الضخم على الأرض، فلا يُرى من بعيد سوى جسدها، مما قاد كثيرين إلى الافتراض أن اختفاء الرأس يعني دفنه بين الرمال.
وعلى الرغم من السمعة السيئة التي لاحقت النعام، فإنها طيور مثيرة للغاية. في موطها الطبيعي في افريقيا تتجول راعية العشب جنباً إلى جنب مع الزرافات والحمر الوحشية. يطلق بعضهم عليها ( الطائر الجمل ) وذلك بسبب العنق الطويل، والعيون الواسعة، والرموش الطويلة والخطوات السريعة الواسعة. ومثل الجمال فإن للنعامات القدرة على تجمل درجات الحرارة المرتفعة والبقاء لأيام دون ماء.
وكما هو معروف وبسبب وزنها الكبير فإن النعام من الطيور التي لا تطير. وعلى الرغم من ذلك فقد ساعدتها سيقانها القوية على الركض بسرعة كبيرة، فبمقدورها الحفاظ على معدل سرعة يعادل 30 ميل/ساعة. وحتى رغم عجز أجنحتها عن الطيران فإنها تساعدها على التوازن أثناء الركض.
No comments: