لماذا يغير الهيليوم صوتنا عندما نتحدث؟
لماذا يغيّر الهيليوم صوتنا عندما نتحدث؟
هل سمعت احدهم يتحدث بعد أن استنشق بعض الهيليوم - من بالونات الهيليوم على الاغلب - ؟ ذلك الصوت المضحك الذي يشبه صوت البطة دونالد أو صوت فأر يزعق؟
ما الذي يحدث هنا؟
صوت الانسان المميز تؤثر فيه عدة عوامل مجتمعة؛ فبالاضافة إلى الهواء الذي نستنشقه فإن شكل الفم، الحلق، الممرات الانفية، اللسان، الشفاه كلها عوامل تساهم في خلق ذلك الصوت المميز الذي يتفرد كل منا به عن الآخر.
يبدأ صوت الانسان في الشكل من الحنجرة، وهي صندوق غضروفي يحوي ما نعرفه نحن بالاوتار الصوتية، وعندما يمر الهواء بين هذه الاغشية فإنه يسبب اهتزازها وتذبذبها، تنتقل بعدها هذه الذبذبة خلال الحلق، والممرات الانفية واللسان والشفاه لتصنع صوتنا.
وكما نعلم، فإن الهواء الذي نتنفسه يتشكل معظمه من النيتروجين والاوكسجين، ولأن الهيليوم اقل كثافة من الهواء العادي فإنه يستخدم لنفخ تلك البالونات التي تستطيع الطفو والارتفاع في السماء.
ونتيجة لكثافة الهيليوم المنخفضة فإن موجات الصوت تنتقل عبره اسرع من انتقالها في الهواء بمرتين، وبسبب هذه السرعة فإن الصوت الناتج يبدو مضحكاً بعد تنشق أنفاس معدودة منه.
يعتبر الهيليوم من أكثر العناصر وفرة في الكون - بعد الهيدروجين، واستنشاق انفاس صغيرة منه لا يعتبر مضراً
عادة، لكن تنفس الكثير منه قد يصبح خطيراً.
الحنجرة والاوتار الصوتية |
يعتقد بعض الناس ان الهيليوم يغير من درجة الصوت، في الواقع تهتز الاوتار الصوتية بنفس التردد. ما فعله الهيليوم هنا هو انه أثر في نوعية الصوت، وهذا يعني جرس الصوت ونبرته، وعندما تتحرك الموجات الصوتية أسرع فإن هذا يغير من رنين الاوتار مما يجعلها أكثر حساسية مع الاصوات عالية التردد.
استنشاق المزيد من الهيليوم وبشكل منتظم ربما قد يؤدي إلى احتواء الدم القادم من الرئتين على اكسجين اقل، وهذا قد يسبب اصابات دماغية، وفي حالات قليلة، الى الوفاة.
وكما هو متوقع فإن تأثير استنشاق الهيليوم لا يدوم طويلا، فما ان تقل كمية الهيليوم حول الاوتار الصوتية فإن كل شيء يعود كما كان.
No comments: