لماذا تتأرجح اذرعنا عندما نمشي؟

لماذا تتأرجح أذرعنا عندما نمشي؟

في ظل التطورات التكنولوجية في حياتنا هذه الأيام، من السهل أن نجد انفسنا وقد انقضت علينا ساعات جالسين على الاريكة نتابع التلفاز او نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، او حتى نلعب العاب الفيديو و الهاتف النقال.

ولا ريب أنه للمحافظة على نظام صحي وجسد سليم فلا بد من اداء بعض التمارين، وابسطها هو المشي. المشي فقط بامكانه ان يحافظ على معدل صحي لضربات قلبنا ناهيك عن تحسينه للوضع النفسي والمزاجي.

اذا كنت معتاداً على المشي، هل لاحظت ان هناك جزءاً آخر من جسمك يتحرك بخلاف قدميك؟ بالطبع، انها ذراعيك!.

لفترة طويلة ظن العلماء ان حركة الذراعين هذه لا غرض منها، او أن لهذه الحركة علاقة بتوازن الجسم، لكن جرب أن توقف ذراعيك اثناء المشي، تأكد انك لن تسقط أرضاً او تتعثر!.

اذن، لماذا تتحرك اصلا؟.

استطاع العلماء في الوقت الحالي اتمام المزيد من الابحاث حول علاقة الذراعين بالمشي. ولدهشتهم كانت النتيجة بسيطة للغاية. فمثل الكثير من المهام التي تقوم بها اعضاؤك، يعتبر تحريك الذراعين اثناء المشي هو أكثر الطرق ( طبيعية ) و ( كفاءة ) للمشي، وهذا يعني ان تحريك الذراعين اثناء المشي يساعد الجسم على تقليل كمية الطاقة التي يحتاجها للمشي.

حاول العلماء تجريب طرق اخرى للمشي للتأكد هل المشي بصورة تلقائية طبيعية مع أرجحة الذراعين ( الذراع اليمنى مع القدم اليسرى والعكس صحيح ) هو الطريقة الطبيعية فعلا ( الاقل استهلاكاً للطاقة ). ولدهشتهم وجدوا ان من يمشون دون ان يحركوا ذراعيهم استهلكوا 12% طاقة اكثر ممن يحركون ذراعيهم بتلقائية طبيعية.

بينما استهلك من يحركون ذراعهم الايمن مع قدمهم اليمنى ( وهذا يحتاج إلى تدريب فعلي!)  طاقة تزيد عن المقدار الطبيعي بـ 26%.

اكتشف العلماء ان حركة الذراعين الطبيعية هذه تساعد في تعويض جزء من القوة الضائعة نتيجة حركة القدمين وهما تضربان الأرض. وهذا يساعد الجذع والفخذ على الحركة باستقامة بلا التواء او ذبذبة، وهذا يصرف طاقة اقل بطبيعة الحال.