لغز " صخور وادي الموت المتحركة "
كيف تتحرك الصخور في " وادي الموت " ؟
لسنواتٍ طوال، حيرت صخور وادي الموت المتحركة العلماء.
وادي الموت هو وادٍ مشهور شرقي ولاية كاليفورنيا الامريكية، يشتهر بأنه اكثر المناطق جفافاً، وحرارة واخفض البقع في قارة امريكيا الشمالية. لاحظ العلماء - والزوار على حد سواء - وجود صخور مختلفة الاحجام - ابتداءً من الحصى وانتهاء بالجلاميد الصخرية العملاقة - تتحرك ببطئ شديد تاركة وراءها مسارات مستقيمة احيانا او مائلة بزوايا احياناً أخرى.
تسمى تلك المنطقة ( Racetrack Playa )، ولعقود كان الجيولوجيون اشبه بمن يطارد شبحاً.
نشر أول تحليل، علمي، للموضوع في عام 1948 واقترح واضعوه أن المسؤول عن تحريك هذه الصخور هو (شياطين الرمال)!، وعلى مر الزمن، اتُهم الكثير بأنهم وراء تلك الحركة غير المفهومة ابتداءً من الشياطين وانتهاءً بقوىً من الفضاء الخارجي وغرباء عن كوكبنا الأم.
وحديثاً، اقترح عالمان امريكيان ان رياحاً بقوة اعصار قد تكون المسؤولة عن تحريك هذه الصخور، لكنها لم تستطع تفسير تحريك جلاميد صخرية تفوق كتلتها الـ 300 كغم في تلك المسارات.
لكن التفسير كان اقرب مما يتصوره أحد…
سر حركة صخور " وادي الموت " :
المشكلة التي واجهت العلماء أن هذه الصخور قد تمضي عقوداً واكثر دون ان تتحرك قيد أنملة.
نُشرت دراسة عام 2014 أوضحت ان لغز حركة هذه الصخور قد تم حله على يد العالمين جيمس وريتشارد نوريس، تضمنت الدراسة متابعة حركة 60 حجراً باستخدام نظام تحديد المواقع GPS ونظام التصوير الزمني.
قام الدكتور برايان كورن وفريق عمله الجامعي بتجربة محاكاة لمعرفة كيف تتحرك هذه الصخور. أوضحت هذه التجارب ان هذه الحركة تتطلب اجتماعاً نادراً لمجموعة عوامل معاً:
في البداية يجب ان تمتلئ تلك البحيرة الجافة بالماء، ويجب ان تكون كمية الماء كافية لتصنع طبقة طافية من الجليد لكنها ضحلة كفاية أيضا لتبقي جزءاً من الصخور مكشوفاً.
عندما تنحفض درجات الحرارة ليلاً - وخاصة في الشتاء - فإنها تصنع طبقة جليدية عملاقة طافية؛ رفيعة بما فيه الكفاية لتطفو وتتحرك، لكنها سميكة أيضا لتحتفظ ببعض الزخم والقوة لتحرك ما أمامها.
عندما تشرق الشمس في النهار وترتفع درجة الحرارة فإن الجليد يبدأ بالانصهار ويتكسر إلى قطع كبيرة طافية، ويكفي عندها أن تهب رياح خفيفة - او حتى نسيم - لتحرك تلك القطع الجليدية، التي تدفع أمامها تلك الصخور العملاقة تاركةً وراءها ذلك الذيل المستقيم حينا ( لو كانت الصخرة ملساء) والمتعرج المائل ( لو كانت الصخور خشنة ) حيناً آخر ، ويساهم الماء في تقليل قوة الاحتكاك بين الصخرة والارض
كان التفسير اقرب مما يتصور العلماء؛ لأن هذه هي الآلية التي تتحرك بها الجلاميد العملاقة في البحر المتجمد في انتاركتيكا.
ففي منطقة لا يتجاوز معدل الهطل السنوي فيها 5سم طوال العام، نكتشف أن الصخور تتحرك فيها بنفس الطريقة التي تتحرك فيها الجلاميد في المنطقة المتجمدة، الغارقة بالماء.
No comments: